خلال النصف الثاني من القرن 18 م تأسست الطريقة الدرقاوية ببوبريح قبيلة بني زروال بمنطقة اجبالة على يد مولاي العربي بن أحمد الدرقاوي ( ولد 1737 وتوفي 1828 ) وسمي الدرقاوي نسبة إلى أحد أجداده وهو يوسف بودرقة . واستمد أصول الطريقة من عدة شيوخ خاصة ابا الحسن الشاذلي الذي لازمه مدة سنتين حتى ارتقى إلى المعارف الربانية وحصل له الكشف وعاد إلى مسقط رأسه ببوبريح بإذن من شيخه وأسس زاويته واهتم فيها بتربية الناس و إرشادهم إلى طريق الحق. فاجتمع عليه الناس من كل المناطق و كان بينهم السلطان العلوي عبد الرحمان بن هشام و عبد القادر بن الشريف سلطان وهران. و انتشرت الدرقاوية بسرعة فائقة في كل من زمور و الأطلس و الجنوب الشرقي للمغرب ثم وجدة و بني يزناسن حتى قال أحد الأوروبيين (drague ) بأنه إذا كان القرن 18 عهد الناصرية فإن القرن 19 م هو عهد الدرقاوية .
خلف مولاي العربي ثلاثة أبناء هم : محمد – مولاي علي – مولاي الطيب و هذا الأخير أخذ المشيخة و سنه لم يتجاوز 12 سنة عمل كل منهم على تقوية فرعه الخاص في النصف الثاني من القرن 19 بقلعة الرباط بجبال كركر جنوب سهل كارت – نواحي الناظور - فكانت ثغرا بمراقبة تحركات الجيش الإسباني 1954 ثم نقل مولاي الطيب الزاوية من المكان المعروف بالرباط إلى مكان آخر في نفس الجبال و أخذت إسم زاوية كركر التي توسعت و شملت دورا للطلبة و المقدمين و أطر الزاوية و مسجد لتعليم القرآن وعلوم الفقه و التصوف .
بعد وفاته (1330 هـ 1912 م ) تصدر شقيقه مولاي اسعيد بالمشيخة بالزاوية التي انتقل نشاطها إلى واد وردانة بآولاد اسعيد مدة سبع سنوات، و ظلت المواسم تنظم في المكان الأول بالرباط حتى وفاته سنة (1338 هـ 1921 م ) حيث نقلها الشرفاء الكركريون إلى المكان المعروف بالأمازيغية ب رتيكوط إلى حدود 1944 حيث انتقل ثقلها الروحي إلى زاوية كركر بواد كريت بإقليم الناظور و ما زالت لحد الآن مستمرة في نشاطها