زاوية الهبري التي توجد على مقربة من ملتقى طريق السعيدية بركان بطريقة السعيدية أحفير على الحدود المغربية الجزائرية (وادكيس) فقد أسسها الحاج محمد الهبري المدفون بعين الصفا، وكان عابدا زاهدا يشتغل بتجارة المواد والأواني الخزفية، وكان يزور ضريح سيدي بوعلي ويترحم عليه بقرأآت خاتمات من القرآن إلى أن أتم ستين ختمة وذات يوم أقبل رجل أسود إلى الضريح وهز التابوت وطلب من صاحب القبر حاجته وكأنه إشارة إلى ما ينبغي أن يقوم به الحاج محمد الهبري الذي فعل نفس الشيء فرأى في المنام صاحب الضريح يأمره بالتوجه إلى محمد بن قدور (زاوية كركر المذكورة وهو الذي سيصبح شيخه) انتبه الهبري ونعتوا له شخصا بهذا الاسم في إحدى الأسواق بنواحي أحفير (سوق أغبال) فلما سأله عن حاجته لاحظ أنه جزار بسيط لا علاقة له بالموضوع ثم رأى جماعة يسافرون وأخبروه أنهم يقصدون شيخا اسمه محمد بن قدور فوجد ضالته وترك متاعه رهنا عند أحد التجار وذهب معهم وكان شيخ كركر قد تنبأ به وأمر مريديه بالقيام لاستقباله ومكث عنده مدة أخذ فيها عنه مجموعة من العلوم والعبادات فأذن له بالإنصراف وإرشاد الناس لكنه استحى من ذلك فأصيب بقروح عديدة في جسمه. فلما شكى ذلك له قال بأنه لابد من إرشاد الناس ففعل ذلك وبدأ بزوجته لالة حليمة ثم باقي الناس حتى انتشر أمره وكثر أتباعه وظهرت كراماته وكان كثير العبادة إذكان يدخل الزاوية في الهزع الأخير من الليل ويبقى في الذكر حتى آذان الصبح ثم يؤم الناس في الصلاة، ويجلس للذكر وقراءة الحزب اليومي ويعده يذكر الحاضرين بما يلزم حتى شروق الشمس فيصلي الضحى ثم يستأذنوه في الانصراف
و يعطي لكل فقير خبزة. ويعود للزاوية ويدخل على الفقراء الملازمين، فيلقنهم ويبقى معهم حتى الظهر فيصلون ويطعمون وفي العصر يشرع في الدروس بشرح أحكام بن عطاء الله، ويستقبل يعض الزوار حتى المغرب وبعد الصلاة تقوم العمارة حتى العشاء فيخلد للنوم، وكان كثير التنقل والأسفار خاصة إلى بيت الله الحرام الذي حج إليه أربع مرات (1878م1883م1888م1892) حتى توفي سنة 1899 م بتاغيت بعد أن كان قد أمر ابنه سيدي محمد الهبري الصغير بنقل الزاوية إلى الضريوة حيث مكانها حاليا.
و سميت كذلك لكثرة ما كان فيها من أشجار الضرو، وقد كان سيدي محمد الهبري الثاني في سفر للعلاج عندما توفي والده لكن المقدمين والمريدين اتفقوا على اختياره خليفة نظرا لتوفره على جميع المحاسن الدينية وشروط الطريقة وقام بشؤون الزاوية أحسن قيام فازدهرت بالمريدين والفقراء إلى الله وناصره كل أتباعه وزاد عدد هم وفي عهده انتشرت الطريقة بالمغرب والجزائر مما أزعج الاستعمار مند 1907 حتى توفي في 31 دجنبر 1939 م ثم خلفه ابنه سيدي احمد ثم سيدي علي الذي قتل بعد مدة قصيرة في الجزائر ثم ا ابنه ا سيدي الحاج محمد المختار الهبري وهو السيخ الحالي للزاوية الموجودة بمداغ بركان - الحرشة -